الذكرى 34 لتأسيس حركة مجمتع السلم

الذكرى 34 لتأسيس حركة مجمتع السلم

Jun 14, 2025

الذكرى 34 لتأسيس حركة مجمتع السلم

في مثل هذا اليوم المبارك من عام 1991، انعقد المؤتمر التأسيسي لحركة المجتمع الإسلامي – "حـمـ..|س"، فكان بمثابة إعلان ميلاد حركة سياسية إصلاحية وطنية أصيلة، انطلقت من رحم الأمة، ولامست آمال الشعب، واستوعبت تحديات الوطن، رفعت راية الفكرة الوسطية، وبذلت الجهد والاجتهاد في ميادين التربية والدعوة والإصلاح والسياسة وساهمت في إرساء دعائم الفهم الصحيح والوعي الثاقب ونافحت من أجل مشروع وسطي معتدل ومتميز.

لقد مضت أربع وثلاثون سنة على التأسيس الرسمي والقانوني للحركة، كلها شاهدة على مسار طويل من العطاء الفكري، والبذل التربوي، والجهد الدعوي، والنضال الإعلامي والسياسي، والأداء النيابي والانتخابي، والعمل الإصلاحي والاجتماعي... وحافلة بتجسيد رسالة متكاملة حملها رجال ونساء، شباب وطلبة، قادة ومناضلون، بإخلاص وثبات وتجديد.

وقد تميزت العقود الأربعة التي انقضت بثبات الحركة المتميز على الثوابت والقيم التي يجتمع عليها الجزائريون، والانحياز المطلق لوحدة الوطن واجتماع عناصر هويته، والانتصار التام للحريات، والدفاع المستميت عن القضايا العادلة، وفي مقدّمتها قضية فلسطين، التي ظلت في وجدان الحركة القضية المركزية، التي لا يتقبل فيها التنازل، ولا يُمكن فيها التفريط.

لقد تميزت 34 سنة التي انقضت بإعمال الاجتهاد والتجديد والإبداع في تناول القضايا والملفات التي عاشتها من منطلق ترسيخ معاني الوحدة، والتنازل للوطن، والحرص على الاستمرار وفق نهج التأسيس، واستهداف الالتفاف الشعبي الواسع، رغم محاولات محو الذاكرة السياسية، وتهميش القوى الفاعلة والجادة، وتفكيك العملية السياسية، وتسقيف الطموح الحزبي، وتهميش التنافس البرامجي.

أكدت 34 سنة التي مرت من عمر الحركة السياسي على صلابة الرسالة، وصواب الرؤية، وسلامة المنهج، ومصداقية القيادة، وثبات المناضلين، وصدق الوفاء، وتوريث الرسالة جيلاً بعد جيل، بما يعزز ثقة الشعب في المشروع الوطني الوسطي الجامع الذي تحمله الحركة.

الذكرى 34 للتأسيس فرصة لتجديد العهد مع الله ثم مع الشعب، ومع المؤسسين والمجددين، على مواصلة النضال السلمي الراشد، من أجل الوصول لتجسيد معالم دولة صاعدة عادلة، ومجتمع مستقر مزدهر، وسيادة وطنية كاملة، في ظل التأكيد على المواقف والاستمرار في المبادرات والحرص على التوافق والعمل على تفكيك المخاطر وتجنب الإكراهات...

 هي فرصة للتقييم والتجديد واستشراف المستقبل، برؤية أكثر عمقًا، وإرادة أكثر رسوخًا، وتنظيم أكثر فاعلية، وانفتاح أوسع على الشباب والنساء والنخب، بما يؤهل الحركة للمساهمة في مواجهة التحديات الوطنية والإقليمية والدولية المتسارعة والمعقدة.

هي فرصة أيضا للتأكيد على أولوية التمكين للشباب، لاقتحام الميدان، وتفعيل الهياكل، وتحمّل المسؤولية، بروح وثّابة نحو تأمين المستقبل.. وتعزيز دور المرأة في احتضان الفكرة، وتعميم رسالتها، واستقطاب الطاقات، وبناء أسر مستقرة وفاعلة، ودعوة صادقة لكل الأجيال لحمل مشعل المشروع، ونشر الفكرة، وتعميق أثرها في المجتمع، وتطوير الأداء عبر الوسائل الحديثة والمعاصرة.

وفي هذه المناسبة الرمزية الهادفة نجدد التحية لكل المناضلين الأوفياء، ونتوجه بإجلال إلى أرواح كل الشهداء المؤسسين والمجاهدين والدعاة والعلماء، وعلى رأسهم الشيخ المؤسس محفوظ نحناح رحمة الله عليه والشيخ الشهيد الذبيح محمد بوسليماني تقبله الله، كما نُجدد العهد مع كل الثابتين على المبادئ، المستمرين في العطاء، الملتزمين بالرسالة والرؤية في إطار المؤسسات والفضاءات، الحاضرين في وجدان الشعب وهموم الوطن وروح الأمة.

وستبقى حركة مجتمع السلم محضنًا للفهم والوعي، ومدرسة للبذل والنضال، مشروعًا وطنيًا وسطيا جامعًا للإصلاح والتغيير، راية أمل ترفعها الأجيال المتعاقبة، وجسرًا حضاريًا يصل بين ماضي الأمة المجيد ومستقبلها المنشود، شعارها ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا﴾ ومنهجها ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ﴾.

أ. عبد العالي حساني شريف | رئيس الحركة

العلامات ذات الصلة
المشاركة الاجتماعية