هذه أصولي وجذوري العائلية..
هذه أصولي وجذوري العائلية..
في ذكرى وفاة الشيخ المؤسس، رئيس الحركة يكتب ✍️ تحيي حركة مجتمع السلم اليوم 19 جوان 2024 الذكرى الواحدة والعشرون لوفاة الشيخ المؤسس محفوظ نحناح؛ في سياق سياسي يستدعي العودة إلى القيم والمآثر الجماعية التي قامت عليها الحركة بعد انتقال سياسي مهم بين مرحلة ما قبل التعددية ومرحلة الانفتاح السياسي، لأجل التأكيد على ثوابت ورسالة الحركة. ولعل إحياء هذه الذكرى مناسبة للعودة إلى الخصال القيادية التي ساهمت في تخليد مآثر الرجل، واعتباره مجددا ومجتهدا في إرساء دعائم فكر سياسي متميز، في مرحلة اتسمت بحدية بالغة في الصراع بين مشروع مجتمع أصيل يمثل الشيخ محفوظ نحناح، واحدا من دعاته وأركانه، وبين توجهات تغريبية متحالفة مع التيارات الاستئصالية أرادت إدارة البلاد ضمن خيارات الصراع والتطرف والاستحواذ على السلطة، بعيدا عن الآليات الديمقراطية، والتي قادت البلاد إلى صدام دامي تسبب في أزمة أمنية وسياسية عميقة ومكلِفة ساهمت في تفاقم تعقيد الوضع الأمني والسياسي، فكانت مساهمة الشيخ محفوظ نحناح ومن شارك معه في التأسيس حاسمة وفاصلة؛ من خلال إيضاح وتمييز مجموعة من القيم والمفاهيم وحتى السلوكات السياسية التي ساعدت البلاد في تجاوز الأزمة. وكان أهم مرتكز من وجهة نظري هو الفصل بين الارتباط بالدولة والتعاطي مع السلطة ضمن رؤية تصون الدولة وخطاب ينتقد إخفاقات السلطة ويكشف أخطاءها من منطلق الإصلاح والتغيير، وضمن تحقيق سنة التدافع بعيدا عن منطق الوظيفية والاستعمال والاحتواء. نعتقد أن هذا المنهج يظل صالحا في سياقنا السياسي الحالي الذي يفرض علينا استحضار تجليات الواقع السياسي والأمني والاقتصادي، والتعامل معه من منطلق الانتماء للدولة الوطنية والتنافس على السلطة السياسية من خلال البديل الاصلاحي والتغييري الذي ينشد جزائر نامية ومتطورة ومزدهرة. ولعل أعظم ما ساعد الشيخ محفوظ نحناح في جعل منهجه في التغيير والإصلاح مشروعا للتجديد هو قدراته القيادية والنفسية المستوعِبة لسلوك التعايش والتسامح والقبول بالآخر مهما كانت درجات الخلاف والتباين في وجهات النظر. لقد اخترنا إحياء الذكرى الواحدة والعشرين في رحاب في فكر الشيخ محفوظ نحناح بين الدولة والسلطة؛ للتأكيد على أن حركة مجتمع السلم ليست مجرد حزب سياسي بل هي مدرسة وطنية وسطية إصلاحية جامعة تعمل في إطار تكريس الإصلاح السياسي والتجديد الفكري لبناء الوطن ونهضة الأمة ونصرة فلسطين. رحم اللّٰه الشيخ المؤسس، وحفظ اللّٰه الحركة وقياداتها من مختلف المراحل والأجيال. أ. عبد العالي حساني شريف رئيس حركة مجتمع السلم